ما هي اهمية الصداقة في حياة الطفل ومتى تبدأ؟
إن كلمة "صداقة" تعني لنا المُشاركة والتفاهم والعاطفة المتبادلة بين شخصين أو أكثر, تكتسب نضوجاً مع الوقت وتتحدى الأزمات الظرفية. إن لدى الأولاد الصغار مفهوماً بدائياً لمعنى الصداقة, فيُعرفون مثلاً أن الصديق هو إنسان يُحبهم وأنه إنسان يلعبون معه لوقت طويل, فكما نُلاحظ أن هذا المفهوم مبني على خصائص ملموسة ولا يتناول مفهوم الزمن أو الثقة المتبادلة .
لكن بالرغم من ذلك تتميز الصداقات الأولى بصفات معينة, مثل العفوية في التعبير العاطفي والشفهي, والحفز المتبادل من خلال التحية والمديح, ونوع من الخصوصية القائمة بين الصديقين.
متى تبدأ الصداقات؟ في أي جيل؟ أية حاجة تلبي الصداقات عند الطفل؟ في أي جيل تكون الصداقات شئ مهم في حياة الطفل؟ كيف لنا أن نشجع طفلنا على بناء الصداقات ؟
المهارات الاجتماعية تتطور بسرعة عند الولد بين السنوات 6-2 من عمره, وتساهم في ذلك العلاقات مع الآخرين, خاصة مع الأطفال من نفس العمر, اللذين يوفرون للطفل خبرات غنية جداً في الحوار والمشاركة , التصميم والتعاون.
في خلال السنة والنصف الأولى من حياة الطفل هلا يكون بحاجة الى أصدقاء, إنما بحاجة لعلاقة مع الأهل أو المربية التي تصغي إليه وتلبي طلباته. غالبية الأهل تلاحظ الأهمية التي يراها الطفل بالأطفال الآخرين . ولكن علينا التفرقة بين الأهمية التي يعطيها الطفل للأطفال الآخرين والمتعة في النظر والتأمل فيهم, وبين الحاجة في تكوين علاقة اجتماعية معهم.
أهمية اللعب : إن مراقبة سلوك الأطفال بين السنتين والخمس سنوات من العمر ضمن المجموعة تجعلنا نميز بين مراحل مختلفة لنوعية اللعب عندهم. بين العام الثاني والعام الثالث يقضي الطفل معظم وقته في اللعب المنفرد حيث يبدو غير مبال لوجود الأولاد الآخرين في محيطه, ويراقبهم أحياناً ولكن لا يشاركهم اللعب. تدريجياً, يتحول هذا النوع من اللعب إلى نوع شبه اجتماعي, يسمى "اللعب المتوازي" أي أن الطفل يلعب قرب الأولاد الآخرين ويستعمل نفس الأدوات لكنه لا يحاول التدخل أو التأثير عليهم من خلال الكلام أو الحركة, هذا يكون بين الثلاث سنوات والست سنوات.
اليكم بعض النصائح لتشجيع أولادكم على الصداقة (مقدمة من شيلاف من الاخصائية النفسية ياعيل كاتس):
• من الممكن أن يكون هناك فوارق بين مدى صداقاتك كبالغ وبين مدى صداقات أولادك. هذه الفوارق يعبر عنها بالحاجات الاجتماعية للولد وبطرق اتصاله وصداقاته مع الآخرين. من المهم عدم فرض طريقتكم كبالغين في تكوين الصداقات على الولد, من المهم أن نتفهم حاجات الولد ونحترم طريقته الخاصة بتكوين الصداقات .
• بعد يوم فعال في الروضة, يحتاج الولد أحياناً الى أن يكون لوحده. إذا رغب الولد المكوث في البيت وعدم الخروج واللعب مع الآخرين, تفهموا ذلك وساعدوه على خلق التوازن المطلوب بين الوجود "مع الجميع" و "مع نفسي" .
• إحدى الطرق الممتازة لتنمية المهارات الاجتماعية عند الولد , وخصوصاً في جيل 4-3 سنوات, هو لعب الأهل مع الأولاد في البيت, هكذا يتعلم الولد ما معنى اللعب حسب القوانين, أن يلعب حسب الدور, وما معنى الربح والخسارة في اللعب.
• الصراعات والمواجهات هي جزء لا يتجزأ من الديناميكية التفاعلية بين الأولاد. إنهم يشكلون فرصة للتعلم. في حال نشوب صراعات بين الأولاد تدخلوا كأهل واقترحوا حلولاً.
• من المحبذ الانتباه الى نمط تصرف ولدكم في المجتمع, هل هو تصرف ثابت أم متغير. مثلاً: أحياناً يحب اتخاذ القرارات وأحياناً يمتنع عن ذلك, أو أنه دائماً يحب أن يكون في موقع القرار. او انه دائما يتنازل لغيره في مثل هذه الحالات من المحبذ التحدث مع الولد ونصحه متى يتنازل ومتى يصر على رأيه.
• على الولد أن يُوازن بين الحاجة لأن يكون فعال ويتدخل في العلاقات مع أبناء جيله, وبين أن يجد طريقه لوحده.
• للأهل دور مهم في كسب المهارات الاجتماعية لأولادهم, وهو دور الوساطة. أن يفسروا للولد, يوضحوا له, أن يتحدثوا معه على أوضاع اجتماعية مختلفة حدثت, أن يقترحوا طرق تصرف ملائمة..
هناك أبحاث تتدعي أن الفترة الأهم التي فيها يبدأ الأولاد بتكوين وتطوير علاقات اجتماعية هي في جيل الأربع سنوات, وهناك أبحاث أخرى تشير الى جيل سنتين. من المقبول أن نقول أن ميول الولد الشخصية ودرجة نضوجه لها تأثير مباشر على بدأ تكوين العلاقات الاجتماعية المهمة عند الولد.
في جيل الثالثة نرى بوادر مشاركة وتعاون من قبل الطفل, ولكن لفترات قصيرة. الولد يلعب بجوار الولد الآخر, وأحياناً تنشأ صداقات بينهما ,لكنها مؤقتة ومتغيرة, تتكون بمحض الصدفة. بالمقابل نرى صداقات تتكون بين الأولاد حول أشياء مشتركة أو مواضيع مشتركة بينهم, مثلاً الإثنان يحبان ألعاب التركيب, أو يفضلان نفس الشخصية الكرتونية, فسرعان ما نرى علاقة صداقة تتكون بينهما.
مع قدوم العام الثالث نبدأ بملاحظة الفوارق بين أنماط الأولاد وما يفضلون من أشياء. يوجد أولاد بحاجة الى مجموعة من حولهم, وأولاد هذه الحاجة عندهم أخف. هنالك أولاد يفضلون اللعب مع مجموعة, وآخرون على إنفراد. هناك أولاد تتعلق بسرعة بالأصدقاء,وآخرون يبدلون أصدقاء بسرعة.
في جيل الأربع سنوات هناك تطور باللعب الاجتماعي. اللعب يصبح معقداً أكثر وأصعب,فيه تفاعلات معقدة أكثر. من الممكن رؤية شلة من الأولاد تلعب سوية, أولاد كثيرون يعاودون اللعب سوية من جديد, يوجد في المجموعة ولد فعال وباقي الأولاد أقل فعالية منه. هكذا الأولاد يدربون أنفسهم على أوضاع قد يعيشوها في المستقبل كبالغين,مثل: متعة, إبعاد, تعاون, المحاربة لكسب السيطرة.
ماذا تعطي الصداقة للطفل؟
من خلال الصداقة يتمرن الطفل على القدرات الاجتماعية، يتعام كيف يحل المشاكل والصراعات، (ماذا يحدث عندما يريد الطفل شيئا مختبفا عن غيره)، ويتعلم ان يتنازل وان يفهم ان للآخر ايضا رغبات شخصية مختلفة عن رغباته.
تحياتي
إن كلمة "صداقة" تعني لنا المُشاركة والتفاهم والعاطفة المتبادلة بين شخصين أو أكثر, تكتسب نضوجاً مع الوقت وتتحدى الأزمات الظرفية. إن لدى الأولاد الصغار مفهوماً بدائياً لمعنى الصداقة, فيُعرفون مثلاً أن الصديق هو إنسان يُحبهم وأنه إنسان يلعبون معه لوقت طويل, فكما نُلاحظ أن هذا المفهوم مبني على خصائص ملموسة ولا يتناول مفهوم الزمن أو الثقة المتبادلة .
لكن بالرغم من ذلك تتميز الصداقات الأولى بصفات معينة, مثل العفوية في التعبير العاطفي والشفهي, والحفز المتبادل من خلال التحية والمديح, ونوع من الخصوصية القائمة بين الصديقين.
متى تبدأ الصداقات؟ في أي جيل؟ أية حاجة تلبي الصداقات عند الطفل؟ في أي جيل تكون الصداقات شئ مهم في حياة الطفل؟ كيف لنا أن نشجع طفلنا على بناء الصداقات ؟
المهارات الاجتماعية تتطور بسرعة عند الولد بين السنوات 6-2 من عمره, وتساهم في ذلك العلاقات مع الآخرين, خاصة مع الأطفال من نفس العمر, اللذين يوفرون للطفل خبرات غنية جداً في الحوار والمشاركة , التصميم والتعاون.
في خلال السنة والنصف الأولى من حياة الطفل هلا يكون بحاجة الى أصدقاء, إنما بحاجة لعلاقة مع الأهل أو المربية التي تصغي إليه وتلبي طلباته. غالبية الأهل تلاحظ الأهمية التي يراها الطفل بالأطفال الآخرين . ولكن علينا التفرقة بين الأهمية التي يعطيها الطفل للأطفال الآخرين والمتعة في النظر والتأمل فيهم, وبين الحاجة في تكوين علاقة اجتماعية معهم.
أهمية اللعب : إن مراقبة سلوك الأطفال بين السنتين والخمس سنوات من العمر ضمن المجموعة تجعلنا نميز بين مراحل مختلفة لنوعية اللعب عندهم. بين العام الثاني والعام الثالث يقضي الطفل معظم وقته في اللعب المنفرد حيث يبدو غير مبال لوجود الأولاد الآخرين في محيطه, ويراقبهم أحياناً ولكن لا يشاركهم اللعب. تدريجياً, يتحول هذا النوع من اللعب إلى نوع شبه اجتماعي, يسمى "اللعب المتوازي" أي أن الطفل يلعب قرب الأولاد الآخرين ويستعمل نفس الأدوات لكنه لا يحاول التدخل أو التأثير عليهم من خلال الكلام أو الحركة, هذا يكون بين الثلاث سنوات والست سنوات.
اليكم بعض النصائح لتشجيع أولادكم على الصداقة (مقدمة من شيلاف من الاخصائية النفسية ياعيل كاتس):
• من الممكن أن يكون هناك فوارق بين مدى صداقاتك كبالغ وبين مدى صداقات أولادك. هذه الفوارق يعبر عنها بالحاجات الاجتماعية للولد وبطرق اتصاله وصداقاته مع الآخرين. من المهم عدم فرض طريقتكم كبالغين في تكوين الصداقات على الولد, من المهم أن نتفهم حاجات الولد ونحترم طريقته الخاصة بتكوين الصداقات .
• بعد يوم فعال في الروضة, يحتاج الولد أحياناً الى أن يكون لوحده. إذا رغب الولد المكوث في البيت وعدم الخروج واللعب مع الآخرين, تفهموا ذلك وساعدوه على خلق التوازن المطلوب بين الوجود "مع الجميع" و "مع نفسي" .
• إحدى الطرق الممتازة لتنمية المهارات الاجتماعية عند الولد , وخصوصاً في جيل 4-3 سنوات, هو لعب الأهل مع الأولاد في البيت, هكذا يتعلم الولد ما معنى اللعب حسب القوانين, أن يلعب حسب الدور, وما معنى الربح والخسارة في اللعب.
• الصراعات والمواجهات هي جزء لا يتجزأ من الديناميكية التفاعلية بين الأولاد. إنهم يشكلون فرصة للتعلم. في حال نشوب صراعات بين الأولاد تدخلوا كأهل واقترحوا حلولاً.
• من المحبذ الانتباه الى نمط تصرف ولدكم في المجتمع, هل هو تصرف ثابت أم متغير. مثلاً: أحياناً يحب اتخاذ القرارات وأحياناً يمتنع عن ذلك, أو أنه دائماً يحب أن يكون في موقع القرار. او انه دائما يتنازل لغيره في مثل هذه الحالات من المحبذ التحدث مع الولد ونصحه متى يتنازل ومتى يصر على رأيه.
• على الولد أن يُوازن بين الحاجة لأن يكون فعال ويتدخل في العلاقات مع أبناء جيله, وبين أن يجد طريقه لوحده.
• للأهل دور مهم في كسب المهارات الاجتماعية لأولادهم, وهو دور الوساطة. أن يفسروا للولد, يوضحوا له, أن يتحدثوا معه على أوضاع اجتماعية مختلفة حدثت, أن يقترحوا طرق تصرف ملائمة..
هناك أبحاث تتدعي أن الفترة الأهم التي فيها يبدأ الأولاد بتكوين وتطوير علاقات اجتماعية هي في جيل الأربع سنوات, وهناك أبحاث أخرى تشير الى جيل سنتين. من المقبول أن نقول أن ميول الولد الشخصية ودرجة نضوجه لها تأثير مباشر على بدأ تكوين العلاقات الاجتماعية المهمة عند الولد.
في جيل الثالثة نرى بوادر مشاركة وتعاون من قبل الطفل, ولكن لفترات قصيرة. الولد يلعب بجوار الولد الآخر, وأحياناً تنشأ صداقات بينهما ,لكنها مؤقتة ومتغيرة, تتكون بمحض الصدفة. بالمقابل نرى صداقات تتكون بين الأولاد حول أشياء مشتركة أو مواضيع مشتركة بينهم, مثلاً الإثنان يحبان ألعاب التركيب, أو يفضلان نفس الشخصية الكرتونية, فسرعان ما نرى علاقة صداقة تتكون بينهما.
مع قدوم العام الثالث نبدأ بملاحظة الفوارق بين أنماط الأولاد وما يفضلون من أشياء. يوجد أولاد بحاجة الى مجموعة من حولهم, وأولاد هذه الحاجة عندهم أخف. هنالك أولاد يفضلون اللعب مع مجموعة, وآخرون على إنفراد. هناك أولاد تتعلق بسرعة بالأصدقاء,وآخرون يبدلون أصدقاء بسرعة.
في جيل الأربع سنوات هناك تطور باللعب الاجتماعي. اللعب يصبح معقداً أكثر وأصعب,فيه تفاعلات معقدة أكثر. من الممكن رؤية شلة من الأولاد تلعب سوية, أولاد كثيرون يعاودون اللعب سوية من جديد, يوجد في المجموعة ولد فعال وباقي الأولاد أقل فعالية منه. هكذا الأولاد يدربون أنفسهم على أوضاع قد يعيشوها في المستقبل كبالغين,مثل: متعة, إبعاد, تعاون, المحاربة لكسب السيطرة.
ماذا تعطي الصداقة للطفل؟
من خلال الصداقة يتمرن الطفل على القدرات الاجتماعية، يتعام كيف يحل المشاكل والصراعات، (ماذا يحدث عندما يريد الطفل شيئا مختبفا عن غيره)، ويتعلم ان يتنازل وان يفهم ان للآخر ايضا رغبات شخصية مختلفة عن رغباته.
تحياتي